البسمة الزاهرة

مقتطفات كتاب "العرب من وجهة نظر يابانية"

غلاف كتاب العرب من وجهة نظر يابانية

يذكر الكاتب في ص5، مقدمة:

أربعون عاماً من عمري هي مدخلي إلى هذا الكتاب ، بدأتها طالباً في قسم الدراسات العربية بجامعة طوكيو ثم مدرساً للأدب العربي المعاصر في الجامعة نفسها . أربعون عاماً وأنا أسافر إلى العواصم العربية والأرياف والبوادي ، أرى وأتأمل وأكتب انطباعاتي للقارئ الياباني. أربعون عاماً تدفعني دفعاً لأقول بعض الأفكار والانطباعات عن الشخصية العربية المعاصرة ، تجربتي تقودني إلى هذا الكتاب ، وعلاقتي الحميمة مع الشخصية العربية تشجعني ، وأعترف أيضاً أن بعض أصدقائي العرب ألحوا علي أن أكتب بالعربية شيئاً مما أعرفه ، على تواضعه . وها أنذا أفتح عيني عليّ مداهماً لأرى بعين المراقب المقارن ، ولكن المراقب المحب الحريص الذي أعطى الشخصية العربية حتى الآن أربعين عاماً من عمره.

يستكمل الكاتب:

في أول مرة عام 1974خرجت فيها من الفندق : إنها القاهرة! لا أستطيع أن أنسى ذلك الانفعال الذي كان يفور من داخلي ، ، شعور مركب من المفاجأة والدهشة والاكتشاف والفرح . بعد عشر سنوات من الزيارة الأولى كنت في القاهرة نفسها ، ولكن كانت رغبتي في الخروج إلى الشارع قد ذبلت ، كنت أريد أن أقلل عدد مرات خروجي قدر الإمكان ، لم يكن السبب أنني أكره الغبار والضجة وحرارة الشمس ، بل كان السبب أنني كنت أرى توتراً شديداً يغطي المدينة كلها ،، لا أستطيع أن أتجاهل حياة الناس في هذه المدينة ، كانت وجوههم تدخل إلى عيني وهم يمشون وكأن شيئاً ما يطاردهم ، وجوه جامدة صامتة ، وطوابير طويلة من الواقفين أمام « الجمعية » ومواقف الباص وغيرها …